في إسرائيل يقطن أكثر من ٩٠٪ من السكّان في تجمّعات بلدية، (حوالي ٢٨٪ من السكّان هم أطفال تحت سنّ ال١٥) وحوالي ١٠٪ منهم حديثي الولادة أي دون عمر ٤ سنوات.
إن الفضاءالحيّز البلدي ومساحاته العامّة له دور رئيسي في عمليّات النموّ المختلفة لدى لأطفال. يتشكّل نمو الرضّع والأطفال من خلال مجموعة متنوعة من التجارب، تتمّ غالبًا بوساطة شخص بالغ مهم يرافقهم، كالوالدين والأجداد والجدّات، والإخوة الكبار، الجهات المهنية..إلخ.
تستمرّ إجراءات النموّ عند الخروج من باب المنزل إلى الحيّز البلدي – حيث تحصل التجربة والتعلّم عن العالم والعلاقات مع الجهات المحيطة.
إن تخطيط وتصميم البيئات المعيشية والشوارع والملاعب والمؤسسات العامة ووسائل النقل العام لها تأثير على فرص التنمية الحالية والمستقبلية. من أجل إتاحة الفرصة لخوض مجموعة متنوعة من التجارب وتعزيز الروابط بين الأطفال الصغار ومرافقيهم، يجب علينا إنشاء مساحة بلدية متواصلة تُقرّ بوجود الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة وتتجاوب مع احتياجاتهم. وإلى جانب الرغبة في تشجيع الرفاهية النفسية، يجب أيضًا ضمان السلامة الجسدية في الحيّزين العام والخاص.
إن الأطفال الصغار ليسوا "بالغين صغار"، بل لديهم صفات وقدرات تميّز فئتهم العمرية، تجعلهم عُرضة للأذى الجسدي بشكل أكبر (مثلًا، تلوّث الهواء والضجّة وحوادث الطرق) كما أنهم أكثر حساسيةً للظروف الضاغطة عاطفيًا واجتماعيًا.
إن النظر إلى البيئة المحيطة من ارتفاع 95 سم، وهو معدّل طول طفل يتمتع بصحة جيدة ويبلغ من العمر ثلاث سنوات، يسمح لنا بخوض التجارب حول العالم من زاوية يتغافلها البالغون أحيانًا، وانطلاقاً من هذا المنظور، فإننا في برنامج "أوربان 95" تل أبيب – يافا نرصد التحديات والفرص التي يقدمها الحيّز العام، ومن ثم نمارس عملنا على هذا الأساس. ومن خلال التعامل مع التحديات الخاصة بالمدينة، نقوم بتجنيد دوائر التخطيط والتنفيذ البلدية (قد تكون هذه الدوائر في حالة من تجاهل صلتها بمرحلة الطفولة المبكرة). تتضمن عملية تجنيد هذه الدوائر برامج متنوعة وجولات في أرجاء المدينة توضّح مسؤوليتهم تجاه أطفال المدينة، بهدف جعلهم لاعبين أساسيين ومهمّين في تنمية الجيل القادم. تتميز منهجيتنا بتدخّل تكتيكي رخيص الثمن وسريع التنفيذ لا يتطلّب التغييرات الكبيرة في البنية التحتية ويبعث على التغيير خلال فترة قصيرة.