حديقة بني دان

أدى الترميم المخطّط له سلفاً لحديقة ألعاب قديمة إلى بناء حديقة هي الأولى من نوعها في المدينة - حديقة تناسب فئات عمرية متعددة تجمع بين الرمل والماء وتضاريس متغيرة، مما يشجع على التجربة من خلال اللعب. خلال عملية مشاركة الجمهور، أثر سكان الحي على الاعتبارات واتخاذ القرارات في التخطيط، ونتج عن التعاون الواسع بين الجهات البلدية، تجميع موارد كبيرة وتحقيق بناء الحديقة المدنيّة المبتكرة.

رصدنا فرصة في تجديد مخطط لحديقة ألعاب قديمة، لتطبيق مفهوم أوربان٩٥ من خلال ملائمة الحيّز العام مع احتياجات الأطفال وذويهم. شكّلت مساحة وحجم المشروع أرضًا خصبة لتصميم حديقة ألعاب مبتكرة، تشجع على الإبداع وتطوير المهارات المتنوعة لدى الأطفال والرضع.

بشكل طبيعي، تم استثمار الكثير من التفكير في منطقة المرافق وطريقة توزيعها، وتم اختيار معدات اللعب من تشكيلة مواد تشجع على النمو. ومع ذلك، تظهر المشاهدات أن الأطفال يقضون وقتًا قصيرًا نسبيًا على المرافق نفسها من مجمل وقتهم في الحديقة، وفي باقي الوقت يمارسون اللعب الحر، والاستكشاف، والاستطلاع في جميع أنحاء المساحة (على سبيل المثال، بين المقاعد، والشجيرات، وصنابير المياه). لذلك، قمنا بتصميم الحديقة من منظور شامل يركّز على مختلف الفرص الكامنة فيها للنمو والتعلم ، بحيث تشجع المساحة بأكملها على اللعب، والتجربة، وتعزيز العلاقة بين الوالدين والأطفال، واللقاءات المجتمعية.

لماذا مشاركة الجمهور؟ أولًا، هي وسيلة مركزية لتحديد احتياجات سكان الحي. بالإضافة إلى ذلك، تطوير حديقة ألعاب مميزة تجمع بين اللعب في الرمل والماء قد يثير معارضة، وعليه كان من المهمّ قبل البدء في العملية الحصول على موافقة المجتمع على هذه الإجراءات. لقد أعطت مشاركة السكان دعمًا للتخطيط المبتكر للحديقة، علماً بأنها تقع تحت مسؤولية شركة "حدائق يهوشع" التابعة للبلدية.

في إطار مشاركة سكان الحي، أُرسلت دعوة تحثّهم على التعبير عن احتياجات يحبّذون أن نأخذها بعين الاعتبار في عملية التخطيط، واختيار مرافق الألعاب التي سيتم بناؤها في الحديقة. سجّلت استجابة عالية - حيث أجاب ٧٥٠ مشارك ومشاركة على الاستبيان الذي شمل إمكانية الاختيار من بين مجموعة من المرافق، وقدم معلومات مهنية متاحة من قبل خبراء في تنمية الطفل (تم عرض رسم بياني وشرح لكل مرفق حول المهارات التي يمكن تطويرها لدى الأطفال أثناء اللعب). بالإضافة إلى تحمّس السكان لمرافق الرمل والماء، ظهرت رغبات أخرى مثل تصميم حديقة مناسبة لفئات عمرية متعددة سواء الأطفال الصغار أو الأكبر سنًا، وضرورة تحديد موقع المرافق بشكل يسمح للبالغين بمراقبة الأطفال الذين يلعبون، وإضافة مقاعد وتظليل، وتركيب سياج أمان وتوجيه راكبي الدراجات للتخفيف من السرعة بالقرب من حديقة الألعاب. تم الحفاظ على تواصل مستمر مع السكان حتى بعد بدء البناء، ودعوتهم للاحتفال الرسمي عند انتهاء الترميم.

تجديد في حديقة الرمل والماء

>> تغيير مفاهيمي عند السكّان حول موضوع اللعب بالرمل والماء من "اتّساخ الملابس" الى لعب يشجّع على التجربة ويطوّر مهارات متعدّدة. الى جانب كلّ من المرافق وضعنا تفسيرًا حول حسناته للمستخدمين، على سبيل المثال: أهمية التجربة في التعامل مع الرمل للأطفال في سن مبكرة.

>> تغيير مفاهيمي لدى دائرة التشغيل والصيانة والبلدية، الأمر الذي يتطلب تعديل طريقة الصيانة للحديقة الفريدة من نوعها للحفاظ على سلامة وصحة الأطفال الذين يلعبون فيها.

 

هيئات شريكة في البلدية: مديرية المجتمع والثقافة والرياضة، دائرة تحسين ملامح المدينة (شيفع)

تأثير

  • خلق فرص لنمو الأطفال في مختلف الأعمار، في بيئة تشجع على اللعب والتجربة. على سبيل المثال، تلة الرمل للأطفال بارتفاع ٤٠ سم (وفقًا للمعيار) هي من المكوّنات المفضلة في الحديقة.
  • رضا سكان الحي عن حديقة الألعاب المخصصة لاحتياجاتهم.
  • حديقة ألعاب جذابة تستدرج إليها سكان الأحياء البعيدة.
  • نموذج أو مثال للحدائق الأخرى التي تم تجديدها لاحقًا في جميع أنحاء المدينة.
  • ملهمة للسلطات الأخرى في إسرائيل التي شهدت النجاح وأخذت تبحث في كيفية تطبيق النهج المبتكر وعملية مشاركة الجمهور بشكل ملحوظ الهامة في مجالات أخرى.
(Photo by Guy Yechieli)
(Photo by Guy Yechieli)

الأشياء التي تعلمناها على طول الطريق

  • شموليّة المشروع من منظور متعدد التخصصات (الطفولة المبكرة، إجراءات مشاركة الجمهور، الابتكار، التواصل مع جهات التنفيذ في البلدية) أضفى قيمة كبيرة للعملية وجودة إنشاء الحديقة.
  • حشد همم السكان لصالح عملية غير تقليدية أدى إلى رضى وتعاون وتقليص الاعتراضات.
  • العمل المثالي مع الشركاء أتاح حلولاً إبداعية. على سبيل المثال، فرضت المتطلبات المعيارية علينا وضع سياج بطريقة أثرت على استمرارية اللعب بين مرافق الحديقة والعشب المجاور. من أجل سد الفجوة بين رؤيتنا للعب الحر وإرشادات السلامة، استعنّا بالفريق المهني من معهد المواصفات. تجولنا معًا في الحديقة ثم وضعنا حلاً بديلاً عن تسييج الحديقة، بحيث حافظنا على اللعب والسلامة معًا.
  • التعرف على المشاريع البلدية أتاح لنا رصد فرصة في مشروع كان مخططًا له في دائرة بلدية أخرى، وجمع الموارد لصالح تحسين الفضاء البلدي للأطفال الصغار ومُرافقيهم.
  • إبداع في اختيار موقع داخل مساحة المرافق من مختلف التصنيفات. جزء من عملية تطبيق الابتكار تمثل بطريقة توزيع المرافق بشكل مميز في جميع أنحاء الحديقة (رمل للأطفال الصغار ومطّاط للكبار). قرار التمسك بالمرافق الموجودة دفع عملية الترميم السريعة ودعم جوانب التخطيط والسلامة.

تم إنشاء المشروع وتشغيله بالشراكة مع