مشروع تغيير سلوكي - تشجيع اللعب المشترك بين الأهل والطفل

برنامج تجريبي لمشروع تغيير سلوكيّ، لتعزيز اللعب المشترك بين الأهل والطفل في الأماكن العامة في حي ناڤيه عوفر. المشروع ناتج عن مشاركة فريق بلدي (يشمل ممثلين عن طاقم أوربان٩٥ تل أبيب-يافا) في مساق حول التغيير السلوكي في جامعة إنسياد (INSEAD) في فرنسا.

في إطار مساق دولي نظمها أوربان٩٥ وجامعة INSEAD  في باريس، تم دعوة ممثلين عن بلدية تل أبيب-يافا وطاقم أوربان٩٥ للتعلّم عن "التغيير السلوكي". وقد تمحور المساق حول طرق تحقيق التغيير السلوكي فيما يتعلق خصيصاً بالطفولة المبكرة، وكان المنتج المطلوب يتمثل بإطلاق مشروع بلدي للتغيير السلوكي. تقرر تنفيذ مشروع التخرج في حي ناڤيه عوفر، من أجل التجاوب مع احتياج قمنا برصده: قلة اللعب المشترك بين الأهل والأطفال. كان السؤال الرئيسي الذي انطلقنا منه - كيف يمكننا تشجيع التجارب المشتركة ذات الفائدة للأطفال والأهل في الفضاء العام؟

 

قبل السفر، أجرينا مراقبات ومقابلات، ومجموعة تركيز مع أولياء الأمور وحددنا أنماط السلوك. اتضح أن العديد من الأهالي يتوجهون إلى حدائق مختلفة في الحي بشكل منتظم مع أولادهم، ويقضون هناك فترة زمنية ملموسة. ومع ذلك، وجدنا أن البالغين اكتفوا خلال ما لا يقل عن ٪٩٠ من هذه الفترة بمراقبة الأطفال، دون التفاعل معهم في اللعب. وفيما كان الأطفال يلعبون مع بعضهم البعض أو مع أنفسهم، كان أولياء الأمور يتحدثون فيما بينهم أو ينشغلون لفترة  طويلة بهواتفهم المحمولة. بالإضافة إلى ذلك، نعلم أنه عندما يتواجد الأطفال في منازلهم غالبًا ما يجلسون وحدهم أمام الشاشة، حيث أردنا أن نجعلهم يخرجون من المنزل، وأن نشجعهم على التفاعل النوعي المختلف عن التفاعل في المنزل.

 

خلال المساق، اكتسبنا خبرة عملية في قيادة الإجراءات، ثم طبقناها في البلاد (مع دعم ومرافقة من الهيئة التدريسية للمساق).

  • تحديد التحدّي: قلة اللعب المشترك بين الأهل وأطفالهم.
  • اجتماع بغية استحثاث الأفكار الرامية إلى تطوير البرنامج التجريبي - حضره ٢٥ مشارك من مديريّات مختلفة (مجتمع، تعليم، خدمات عامة هندسة وغيرها). انقسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات وناقشوا كيفية تحسين مستوى الفضاء العام، وأفكار حول تشجيع التجارب المشتركة في حدائق اللعب، بما يناسب أولياء الأمور والأطفال على حد سواء.
  • رسم مجموعة متنوعة من الأفكار على نظام محاور التطبيق (تحديد مدى سهولة / صعوبة التطبيق) والتأثير (التأثير القليل / الكبير). كما تم مسح الأفكار وتقسيمها الى أفكار تتطلب موارد كثيرة، وأخرى يمكن تطبيقها بسرعة أو تنفيذ برنامج تجريبي.
  • تطوير خطة عمل على المدى القصير والطويل، في المجال المجتمعي وفي الفضاء العام، مع وجود أجزاء تتعلق بالبنية التحتية وأخرى تتعلق بالمجتمع.

 

حول الحيّ: حي ناڤيه عوفر يتّسم بمشاعر قوية من الانتماء المجتمعي،  الفخر بالانتماء للحيّ، وجود فئات سكانية متنوعية مما جعلنا نشعر بأن هناك من يمكن التعامل معه، ما يعني أن الحي يشكل بيئة مثيرة للاهتمام لخوض تجربة مشروع كهذا لأول مرة.

الموقع: اخترنا حديقة الأيروس – لهذه الحديقة مزايا عديدة: واسعة، آمنة وبعيدة عن حركة السيارات، تشكل مساحة هادئة ورائقة، تتيح فرصة اللقاء مع الحيوانات، مساحة كبيرة توفر فرصة كبيرة للعب الحر، واللعب في الرمل، والتحديات البدنية، والألعاب الاجتماعية.

من ناحية أخرى، ظهرت عدة عقبات في حديقة الإيروس، التي تؤثر على رغبة السكان في قضاء الوقت في الحديقة مع أطفالهم: بُعد الحديقة، غياب الظل، سوء الصيانة المستمرة، مساحات العشب المهملة، قلة المرافق، منطقة تتواجد فيها فئات عمرية عديدة مما يعرّض فئة الأطفال للخطر، نقص في أماكن الجلوس القريبة من معدات اللعب وغياب المقاعد وطاولات النزهات في جميع أنحاء الحديقة.

نشاط تجريبي لمشروع (حفل "إطلاق"): بدايةً، استخدمنا مناسبة "عيد الحي" – وهو حدث سنوي ثابت في الحي، رأيناه فرصة للتعلم والتحقّق من عدة جوانب شعرنا أنها قد تكون ذات صلة بتحقيق التغيير السلوكي عند الأهل، وأيضًا فرصة لتشجيع النشاط المشترك المفيد مع الأطفال الصغار. خلال الحدث، قمنا بتشغيل ٥ محطات، حيث كانت كل محطة تدور حول عنصر مختلف: فعاليات تتعلق بالطبيعة، ألعاب "من أيام زمان"، رياضة وتراث. استندت الفعاليات إلى مفاهيم مستوحاة من البحث المبكر الذي أجريناه ولقاء العصف الذهني وهدفت إلى دفع أنواع مختلفة من اللعب: الحركة الحرة، التحدي البدني، التعلم والاستكشاف، اللعب الاجتماعي والخيال، وكذلك إنشاء محتوى مشترك. إننا قمنت بمراقبة الفعالية بأكملها وقياس نتائجها بهدف رسم خريطة لعوامل التأثير.

بالإضافة لذلك، كان موعد الحدث المذكور نهائياً وغير قابل للتغيير من حيث تنفيذ التوصيات حول التغييرات البنيوية للحديقة:

  • تظليل المساحة: زُرعت أشجار فاكهة وشتلات إضافية، ونُصبت مظلات مؤقتة في المكان.
  • النظافة: كان المكان نظيفًا جدًا في بداية الحدث، وتم الحفاظ على نظافته خلاله وفي نهايته أيضاً.
  • أماكن الجلوس: وضعت كتل خشبية جديدة مهيّأة للجلوس، وتم بسط الحصائر في أنحاء الحديقة.

بعد تحليل ومعالجة النتائج، تبين أن اختيار حدث ترفيهي لاختبار التفاعلات بين الأهل والأطفال كان ناجحًا. الأطفال وذويهم عبروا عن حماسهم لمحطات الفعاليات المختلفة، والتي كانت جديدة وغير مألوفة بالنسبة لهم، وقد أعرب الأهل أيضًا عن رغبتهم في إقامة فعاليات من هذا النوع بشكل منتظم. كما تجلى تأثير الحدث بزيادة وعي السكان بوجود الحديقة وزيادة عدد الزوار لمرافق اللعب، التي نادرًا ما يستخدمونها في الحياة اليومية.

 

أقل من شهر بعد الحدث، اندلعت الحرب في أكتوبر 2023. مثل باقي أنحاء البلاد، تم تجميد العديد من الخطط وصار لازم إعادة التفكير فيها.

 

دوائر شريكة في البلديّة: مديرية المجتمع، الثقافة والرياضة، المركز المجتمعي ناڤيه عوفر، دائرة تحسين ملامح المدينة ("شيفع") ومديريّة التعليم

 

تأثير

  • حضرت الحدث مجموعة متنوعة من سكان الحي – السكان القدامى، علمانيين ومتديّنين، ناطقين بالعربية والروسية والعبرية.
  • مدة المشاركة في الفعالية كانت بمعدلها أكثر من ساعة، علماً بأن حوالي نصف المشاركين لعبوا في المحطات لفترة تتراوح ما بين ساعة وساعتين.  
  • تم تعريف الحدث على أنه عبارة عن "رحلة" نحو استكشاف الفعاليات المختلفة، حيث لعب العديد من المرافقين في البداية بجانب الأطفال، خاصة عندما كان الأمر يتعلق بالأعمار من ٣-٦ سنوات.  
  • لوحظ لعب حر واجتماعي بين الأطفال، حيث كانت المساحات الخضراء والتلال تُستخدم كمساحات لركوب الدرّاجات والركض والتدحرج.  
  • تمثل اللعب المشترك أيضًا في منطقة المرافق، حيث بقي العديد من السكان في المكان حتى بعد انتهاء الفعالية.  
  • ارتياح السكان للحدث – بفضل الأجواء اللطيفة، ومحطة تصوير مع مغناطيسات، والموسيقى الجميلة ساهمت في إنجاح التجربة. كان السكان راضين عن أداء الطاقم المجتمعي والمرشدين والمشغلين في المحطات المختلفة بما في ذلك الشبان والشابات من الخدمة المدنية.
WhatsApp Image 2023-09-10 at 18.56.39 (1)
photo_-37

الأشياء التي تعلمناها على طول الطريق

  • مشاركة دوائر بلديّة مختلفة بدءاً من مرحلة الأفكار وليس فقط عند التنفيذ، الأمر الذي جعل من الممكن حشد همم جهات مختلفة، وإجراء عصف ذهني نوعي، وتقديم حلول متنوعة وإبداعية، وتنفيذ المشروع من خلال الشراكة العميقة.
  • يجب تجاوز المخاوف من خوض التجارب وتفعيل البرامج التجريبيّة، ثم الانتقال إلى مشاريع طويلة الأمد.  
  • تجميع الموارد مع قوى مجتمعية متنوعة لتحسين الجدوى الاقتصادية والعملياتية - خلال الحدث، تولّى شبيبة الحي تشغيل محطة الرياضة، على اعتبار أن نجاح الفعالية سيجعل الاستمرار فيها أسهل وأكثر قابلية للتنفيذ، مما يُغني عن تحمّل مصاريف التشغيل من قبل  مزود خدمات خارجي. أما محطة الاستدامة، فقمنا بغرس البذور، التي سيتم زراعتها لاحقًا في الحديقة نفسها.
  • إقامة حدث بارز مع تاريخ محدد لتنفيذه ودعوة جهات رفيعة المستوى ساهموا في إنجاز التغييرات في البنية التحتيّة في الوقت المتوقع. 

تم إنشاء المشروع وتشغيله بالشراكة مع