تل أبيب-يافا هي "مدينة قيد الإنشاء" – إذ تجري في المدينة منذ سنوات طويلة أعمال تطوير وبنية تحتية وإنشاء، تجمع بين جهات التخطيط والتنفيذ المتنوعة. من بينها مشروع القطار الخفيف الذي تنفذه شركة المسارات البلدية (نتع)، وأعمال البنية التحتية في المدينة برعاية البلدية، المشاريع المعمارية ضمن مخططات الإنشاء والتطوير القطرية (تما)، وهدم وبناء المباني بقيادة روّاد أعمال من القطاع الخاص. جميع الأعمال والشركاء تمثل تحديات بلدية حقيقيّة، من بينها التأثير على حركة المشاة، والوصول والسلامة: نقص في التظليل، ممرات مظلمة، شوارع مسدودة، مخلفات مواد البناء، صعوبة في التوجيه، أرصفة ضيقة، حجب الأرصفة، مسارات حركة جديدة غير منظمة، تلوث الهواء، ضوضاء مستمرة طوال اليوم، وغيرها.
نعلم أن مفهوم "الأعمال المؤقتة" لا ينطبق على مرحلة الطفولة المبكرة، حيث أن عدة أشهر في حياة الرضيعة أو الطفل الصغير تمثل تقريبًا حياة كاملة بالنسبة لهم. في الواقع، بالنسبة للأطفال الصغار ومقدمي الرعاية لهم، قد تنطوي عملية استبدال خط الصرف الصحي التي تستمر "فقط" عدة أشهر على تأثير حقيقي ويومي على الصحة وجودة الحياة والسلامة. لقد برزت حاجة واضحة للتعامل مع التحديات المحلية والمؤقتة الناتجة عن أعمال التطوير، من منطلق الإيمان بأن الفضاء العام المناسب للرضع والأطفال ومرافقيهم سيكون مناسبًا للجميع. يدمج هذا المشروع مجموعة التدخلات في جميع أنحاء المدينة، وأدوات العمل التي طورناها من أجلها، ومختلف مشاريع التعاون التي كانت ضرورية للتنسيق والتنفيذ.
بدأت العملية بفضل رحلة قام بها طاقم بلدي من أجل المشاركة في دورة تدريبية فيUrban Academy بجامعة لندن للاقتصاد LSE، واستمرت فيما بعد بقيادة مهندس المدينة. بدأنا بعملية رسم خرائط تدريجية لـ ١٠٠ نقطة استراتيجية - تلك التي تأثرت فيها حركة المشاة بسبب أعمال البنية التحتية الحضرية - بهدف تقديم حلول تكتيكية مناسبة لكل واحدة منها. شملت عملية تحديد النقاط جهات متنوعة من البلدية، وفرق ميدانية عن القطار الخفيف، وجولات مستقلة لفريق أوربان٩٥، وخلالها حددنا شوارع أصبحت مغلقة، وممرات جديدة نشأت بفضل حلول إبداعية للمشاة، ومساحات تأثرت فيها المرافق الخدمية في الشوارع (مقاعد، حاويات قمامة، لافتات وأدوات توجيه)، ومقاطع أسفلت فارغة ظهرت من العدم وغيرها.
النقاط التي تم اختيارها موزعة على جميع أنحاء المدينة، وفي جميعها رصدنا إمكانية ووجوب إجراء تدخل تكتيكي: استثمار موارد مناسبة للتدخل المؤقت. قررنا أن ستة أشهر هي الحد الأدنى من الفترة الزمنية للتدخل، مما يبرر الحلول المؤقتة للصعوبات التي يعاني منها السكان.
تضمنت عملية التدخل التكتيكي عدة مبادئ:
تتجلى خصوصية هذا المشروع في هيكل ونظام عمل فريق "مئة نقطة": شراكة بين ممثلين من دوائر مختلفة في البلدية، مثل دائرة تحسين ملامح المدينة (شيفع)، مهندس المدينة، أوربان٩٥، بالإضافة إلى جهات خارجية أخرى مثل مديرية القطار الخفيف، شركة المسارات البلدية (نتع) ومهندسين معماريين آخرين. بالإضافة إلى ذلك، وفقًا لنقطة التدخل وخصائصها، انضمت أيضًا جهات مثل قسم النقل، مواقف "أحواض الساحل" وغيرها. يعقد فريق المشروع لقاء أسبوعياً مما يخلق نظام عمل مشترك بين مختلف الدوائر، ويدعم العمل المستمر والفعال على مدى الزمن.
دوائر شريكة في البلدية: مهندس المدينة، مديريّة المجتمع والثقافة والرياضة، دائرة تحسين ملامح المدينة (شيفع)، هيئة النقل والمواصلات ومواقف السيارات، دائرة العلاقات العامة، قسم الطرق والإضاءة، قسم النظافة وإدارة النفايات، التنسيق الهندسي، اللافتات.