بدأ المشروع كمبادرة من المكمّلة ليافا لتغيير معدات اللعب في حديقة مركزية في قلب حي العجمي. في البداية، كان التخطيط سيقتصر على استبدال المعدات، لكن خلال الإجراءات التي قمنا بها لمراقبة الحديقة ومحيطها، اكتشفنا كم هي نابضة بالحياة: حركة كبيرة من المشاة ومجموعات متنوعة من السكان من مختلف الأعمار يستخدمون الحديقة. بالإضافة إلى ذلك، المحادثات التي أجريناها مع الزوار أظهرت لنا مدى أهمية المكان بالنسبة لهم، كونه يحمل قيمة تاريخية واجتماعية. فهمنا أن الحاجة المجتمعية أوسع مما يمكن أن تسمح به عملية استبدال معدات اللعب فقط، وأنه يجب إشراك جهات أخرى.
أطلقنا عملية لمشاركة الجمهور بهدف تحديد العوائق والفرص وجمع رؤى تساعدنا في فهم وتخطيط التدخل المناسب. نظمنا في الحديقة فعالية عامة ممتعة واحتفالية، شملت محطات من الفعاليات جمعت أكثر من ٥٥٠ ملاحظة حول الاستخدامات المحتملة والمرافق ومشاعر السكان تجاه الحديقة. كما نظمنا مجموعات تركيز مع سكان الحي والتقينا مع قادة رأي محليين.
أظهرت نتائج هذه الإجراءات أنه توجد رغبة قوية للحفاظ على الحديقة كمكان يتيح التجمعات والمناسبات الاجتماعية. الروابط والعلاقات العاطفية مع هذه المساحة نابعة من التاريخ الطويل الذي تحمله الحديقة، ومن التفاعلات المجتمعية التي تحدث فيها، فضلاً عن كونها مكاناً تاريخياً يجتمع فيه صيادو يافا. بالإضافة إلى ذلك، شاركَنا العديد من السكان رأيهم بغياب شعور الأمان في الحديقة، بسبب قلة السلامة ورداءة جودة المرافق، الحركة غير المنظمة، النقص في أماكن الجلوس، والصيانة والنظافة السيئة وعدم كفاية أعمال البستنة.
أوضحت هذه العملية مدى أهمية المكان للسكان، ودعمت زيادة الميزانية البلدية لتحسين مظهر الحديقة. من خلال الفهم أنه لا يمكننا "ترك" مرافق وتجاهل الطبقات الأعمق في المساحة، بدأنا مع دائرة تحسين ملامح المدينة (شيفع) بوضع مخطَّط بنّاء للتغيير المطلوب. تم التفاعل مع ملاحظات السكان وتحويلها الى استنتاجات تشغيلية تم تضمينها في البرنامج، جنبًا إلى جانب مبادئ أوربان٩٥ المتعلقة بتخطيط مساحة عامة تشجع على اللعب، وتناسب احتياجات الأطفال الصغار ومرافقيهم. خلال تجديد الحديقة الذي استمر حوالي سنة، حافظنا على تواصل مستمر مع المجتمع من خلال نشر نتائج المشاركة العامة، نشر البرنامج الذي تم اختياره وكتابة شرح مفصل حول العملية على السياج الذي أحاط بمنطقة التجديد.
دوائر شريكة في البلدية: مديريّة المجتمع والثقافة والرياضة، المكملة ليافا؛ دائرة تحسين ملامح المدينة (شيفع)